ترتبط الجمعية الخيرية التركية بمنظمات إسلامية حول العالم ومتهمة أيضا في محاولة لنسف مطار في أميركا.

تواجه الجمعية الخيرية التركية التي أرسلت مساعداتها ضمن اسطول الحرية الذي تعرض للهجوم الإسرائيلي، اتهامات صاخبة الآن بأن لها روابط وثيقة وتاريخا مدوّنا مع الإرهاب.
وفي تقرير خرجت به صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية الخميس، جاء على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين أن laquo;مؤسسة الحقوق والحريات والإغاثة الإنسانيةraquo; (آي إتش إتش)، ذات ماض طويل يربطها بمنظمات إسلامية إرهابية حول العالم وأنها متورطة أيضا في محاولة لنسف مطار في الولايات المتحدة.

وكان للمؤسسة 40 ممثلا على السفينة التركية laquo;ماوي مرمراraquo; التي كانت جزءا من أسطول المساعدات لغزة الذي تعرض للهجوم الإسرائيلي الذي أقام الدنيا وأهال الإدانات يمنة ويسرة على تل أبيب.

ويذكر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية قالت إن 40 شخصا هاجموا أفراد الكوماندوز الذين كانوا ينزلون من مروحية الى متن تلك السفينة وكانوا مسلحين رئيسا ببنادق الطلاء المستخدمة فقط لمكافحة أعمال الشغب. لكن هؤلاء الكوماندوز وجدوا أنفسهم بمواجهة حشد تسلح أفراده بالقضبان الحديدية والسكاكين والقنابل اليدوية المسببة للشلل.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن ركاب السفينة التركية ربطوا الحبال التي بدأ الكوماندوز ينزلون عليها الى سياج السفينة نفسها على أمل جر المروحية اليها وإسقاطها. ولهذا فقد أجبر بقية الكوماندوز على قطع الحبل منفصلين بالتالي عن أربعة من رفاقهم على متن السفينة.

وأردفت laquo;تايمزraquo; أن laquo;مؤسسة الحقوق والحريات والإغاثة الإنسانيةraquo; التركية، التي تقول إسرائيل إن لها روابط متينة بـlaquo;حماسraquo;، وقعت تحت بقعة الضوء الإعلامي أول مرة في منتصف التسعينات. وحدث هذا بعدما أعلن قاضي التحقيق وخبير مكافحة الإرهاب الفرنسي، جان - لوي بروغيير، أن رئيس المؤسسة، بولنت يلديريم، laquo;سعى لتجنيد قدامى المحاربين المسلمين استباقا لحرب جهاديةraquo;. وأضاف أن بعض هؤلاء أرسلوا الى دول إسلامية لاكتساب مزيد من الخبرات القتاليةraquo;.

وقد قدم بروغيير شهادة أمام القضاء الأميركي خلال محاكمة أحمد رسام، الذي كنّي laquo;مفجّر الألفيةraquo;، جاء فيها أن المؤسسة الخيرية التركية أدت دورا مهما في مخطط إرهابي لنسف مطار لوس انجليس في كاليفورنيا.

ومن جهته وصف laquo;المعهد الدنماركي للدراسات الدوليةraquo; في تقرير أصدره العام 2006 تلك المؤسسة بأنها laquo;واجهة لتمويل المنظمات الإرهابية الإسلامية وتقف وراء إرسال العديد من المقاتلين الى مسارح حروب مثل البوسنة والشيشان وأفغانستانraquo;.

وفي إسرائيل نفسها يقول laquo;مركز معلومات الاستخبارات والإرهابraquo; إنه يملك أدلة دامغة على أن المؤسسة التركية ساعدت على توفير الأموال لجماعات إرهابية في بعض دول الشرق الأوسط. لكن المؤسسة، التي لا تُصنّف إرهابية سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا، تنكر سائر هذه التهم بشدة.

وتنقل صحيفة laquo;يديعوت احرونوتraquo; الإسرائيلية عن بعض المسؤولين الأمنيين في إسرائيل قولهم إن للسفينة، التي اشترتها المؤسسة الخيرية لمهمة مساعدة سكان غزة، روابط متينة بحزب laquo;العدالة والتنميةraquo; التركي الحاكم. وقد اضطرت المؤسسة إلى شراء السفينة بمبلغ 900 ألف يورو بعد إخفاقها في استئجار أي سفينة أخرى بسبب خطورة مهمة اختراق الحصار الإسرائيلي على غزة. كما اشترت، فوق ذلك، 100 ألف طن من المساعدات التي تشمل البيوت الجاهزة والكراسي المتحركة كهربائيا. وقالت المؤسسة إنها تمكنت من جمع الأموال اللازمة لكل هذا من تبرعات أعضائها في تركيا.

وتبعا لتقارير في الصحافة الإسرائيلية فقد كان بعض ركاب السفينة التركية الذين تصدوا للكوماندوز متحسبين لهجوم إسرائيلي محتمل ومجهزين بمناظير الرؤية الليلية والأقنعة الواقية من الغازات والسترات الواقية من الرصاص وسترات الطفو على الماء. وقالت هذه التقارير أيضا إن كلا من 100 من الركاب كان يحمل حزمة من 10 آلاف دولار، أي مليون دولار في المجموع كانت ستنتهي في خزانة laquo;حماسraquo;. ويذكر أن حماس تُصنّف منظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبالطبع في إسرائيل.

ونقلت laquo;تايمزraquo; عن رئيس هيئات الأركان الأميركية المشتركة سابقا، الجنرال رتشارد مايرز، قوله إن ثمة أدلة ملموسة على أن laquo;بعض المؤسسات الخيرية تقع فريسة للاستغلال من جانب الجماعات الإرهابيةraquo;. وأضاف قوله: laquo;الكثير من المانحين الأثرياء يمولون هذه المؤسسات لغرض الرفاه والتعليم والصحة، ولكن من دون أدنى علم بالجهات الحقيقية التي تذهب اليها أموالهمraquo;.

لكن واحد الدين كيغان، وهو ناطق بلسان laquo;مؤسسة الحقوق والحريات والإغاثة الإنسانيةraquo; التركية، ينكر جميع تلك التهم وأي روابط مع منظمات إرهابية إسلامية. ويقول: laquo;المؤسسة تعمل كجمعية خيرية في 120 دولة في مختلف أنحاء العالم. وقد تأسست في العام 1992 لمساعدة مسلمي البوسنة، ثم قامت بأعمال إغاثة إنسانية في باكستان واثيوبيا ولبنان وإندونيسيا والعراق. كما أن هذه ليست هي المرة الأولى التي ترسل فيها سفن مساعدات الى غزة، إذ حدث هذا أكثر من مرة في السابقraquo;.

ويضيف قوله: laquo;لسنا ضد إسرائيل، وهدفنا الوحيد هو مساعدة سكان غزة. ولكن بالنسبة للإسرائيليين، فأنت إرهابي إذا أردت ذلك بغض النظر عمّن أنت أو جنسيتك أو عقيدتكraquo;.