لم يعد الإسرائيليون مهتمين بقضية السلام على الاطلاق، فهم منغمسون في أشياء أخرى مثل كسب العيش.

القدس: يعمل إيلاي بنغوزي وهيلاي إيتاش في بيع الشقق في المجمعات السكنية بشارع laquo;إكسوداوسraquo;، وهو اسم يثير مشاق يهودية تاريخية معينة في حي لا يوحي بها، تبعا لمجلة laquo;تايمraquo; الأميركية التي أجرت لموضوعها هذا تحقيقا ميدانيا في القدس.

والحديث في مكتب ايلاي وهيلاي الصغير يقتصر على أسعار الفائدة ومنظر البحر البانورامي ومبيعات العقار على شاطئ أشدود بنصف ما يدفعه المرء في تل أبيب على مبعدة 29 كيلومترا نحو الشمال.

ويبيع هذان الإسرائيليان عقاراتهما بسرعة عالية، لا توقفهما الصواريخ المنطلقة من غزة على بعد حوالي 22 كيلومترا إلى الجنوب.

وتقول هيلاي، التي يحمل قميصها رسما لجمجمة كتب تحتها laquo;الحب يقتل ببطءraquo;، إن كل شيء على مايرام.

وتضيف قولها وهي تهوي بقبضتها على الطاولة: laquo;حتى صواريخ القسام لم تعطل مبيعاتنا للحظة واحدة. ما يراه الناس على شاشات التلفزيون حول العالم ليس هو الواقع هنا. بعت 12 شقة هذا الأسبوع فقطraquo;.

وفي وقت اجتمع فيه ثلاثة رؤساء وملك بالإضافة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي في جولة جديدة من مباحثات السلام في واشنطن، فإن الحقيقة الساطعة هي أن الإسرائيليين ما عادوا منشغلين بهده المسألة على الإطلاق.

وهذا لأنهم منغمسون في أشياء أخرى مثل سبل كسب العيش والتمتع بضوء الشمس الصيفية. وربما يتعرّف العالم على بلادهم فقط في إطار صراعها الدموي مع العرب والفلسطينيين الذين كانت أسرهم تقطن هذه الأرض، وما إن كان الحوار سيثمر حلا لهذا الصراع. لكن الإسرائيليين أنفسهم تجاوزا هذه المرحلة وانصرفوا إلى مشاغل أخرى.

والآن مرت سنتان ونصف السنة بدون هجوم انتحاري واحد، والاقتصاد الإسرائيلي يقف شامخا على قدميه، والإسرائيليون أنفسهم متحررون من هموم الصراع في أرض كانت تعتبر في البدء في مقام laquo;المدينة الفاضلةraquo;.

ويقول ايلاي بنغوزي، الذي ولد في جورجيا السوفيتية ويعيش في إسرائيل منذ 40 عاما: laquo;السلام؟ انس الموضوع. لن يتوصلوا اليه البتة. أتذكر أن بيل كلينتون أعطى 99 في المائة لياسر عرفات؟ ماذا كان الرد؟.. الانتفاضةraquo;.

ولكن، يتساءل العالم، ألا يعلم الإسرائيليون أن السلم مع الفلسطينيين هي السبيل الوحيدة التي تضمن سعادتهم وازدهارهم؟
يبدو أن الإجابة على هذا السؤل تأتي بالنفي.

ففي استطلاع أجري في مارس / آذار الماضي قال ما لا يزيد عن 8 في المائة فقط من اليهود إن الصراع مع الفلسطينيين هو أهم المشاكل التي تواجه بلادهم.

وبهذا احتل هذا الصراع المرتبة الخامسة بعد التعليم والجريمة والأمن القومي والفقر، وبينما وضع فلسطينيو الداخل السلام أولا، في مسألة صنّفها الرئيس الأميركي باراك أوباما laquo;حيوية للعالمraquo;، فإن اليهود لا يعتقدون ذلك البتة في ما يبدو.

وتنهال هيلاي بقبضتها مجددا على الطاولة وهي تقول: laquo;الناس، ببساطة، لا يؤمنون بإمكان تحقق السلامraquo;.

ويقول ايلاي من جهته: laquo;الناس غير عابئين ولا يعيرون لمسألة السلام كثير اهتمام.

وبالنسبة لهم، سيّان أن تكون الحرب هي الآتية أو أن يكون السلام هو الآتي.

المهم بالنسبة لهم هو أن يعيشوا يومهم وكفىraquo;.