الأكراد يصرون على الإعتصام الأحد إحتجاجا على مرسوم رئاسي
عليكو: السلطات السورية تهدف الى تهجيرنا من مناطقنا
بهية مارديني من دمشق: في حين تصر الأحزاب الكردية على الاعتصام الأحد امام البرلمان السوري احتجاجا على المرسوم 49 لعام 2008 القاضي بوجوب إصدار تراخيص من الجهات المختصة لدى بيع الاراضي والعقارات في المناطق الحدودية ، وذلك بعد أن أجلت اعتصامها والذي كان مزمعاقيامهالخميس الماضي ، بسبب الهجوم الاميركي على سوريا، اعتبر فؤاد عليكو القيادي في حزب يكيتي الكردي في لقاء مع ايلاف أن هناك تذمرا شعبيا هائلا في المناطق الكردية من هذا المرسوم ، وقال إن الاحتجاجات ستكون في دمشق والمناطق الكردية وان الحركة الكردية مستعدة لدفع الثمن لان السكوت على مثل هذا المرسوم يعد انتحارا واضاف ان لم تقم الحركة الكردية بواجبها بالشكل المطلوب سوف يتم تجاوزها حتما من قبل الشعب الكردي المتذمر، واكد ان الحركة الكردية اختارت المواجهة بكل الوسائل الديمقراطية السلمية ، مشددا quot;اننا سوف نستمر بممارساتنا النضالية الديمقراطية بالطريقة التي نراها مناسبة لإلغاء المرسوم وسوف نتحمل كل التبعات والتضحيات المطلوبةquot;، واعتبر عليكو ان المرسوم في ظاهره هو وجوب إصدار تراخيص قانونية في عقود البيع والشراء وكأنه حالة قانونية حضارية ولكن في الجوهر لنا تجربة مع المرسوم السابق وتعديلاته 193 لعام 1952 واوضح المرسوم كان يحظر البيع الا وفق الاصول القانونية بمعنى اعتبار المنطقة كلها حدودية وحتى يحصل بيع نظامي يجب موافقة إصدار وزارات الداخلية والدفاع والزراعة وحتى يتم ذلك يجب الحصول على موافقات امنية ولنا تجربة مريرة مع المرسوم اذ لم يحصل اي كردي على اي ترخيص قانوني بموجب هذا المرسوم فالاجهزة الامنية لاتمنح الاكراد التراخيص القانونية اصولا .
وقال عليكو ان المرسوم 41 لعام 84 استثنى العقارات في المدن وكان هناك نوع من التخفيف اذ اعتمد البيع والشراء ولكن دون سندات تمليك اصولا وبموجب حكم محكمة ورغم عدم منح quot;طابو نظاميquot; اي سند تمليك الا انه كان هناك نوع من الاستقرار في التعاملات العقارية في المدن الا ان المرسوم 49 لعام 2008 ألغى كل شيء لا بيع لا شراء لا حكم محكمة فالمرسوم في اطاره العام يشمل كل محافظة الحسكة عربا ومسيحيين واكرادا والخط الحدودي الشمالي المحاذي لتركيا على عمق 25 كم وبالنسبة لنا نعتبر كل المناطق الكردية اصبحت ضمن مرمى المرسوم .
وحول مضاعفات وتداعيات المرسوم اوضح ان المرسوم سيدمر الحياة الاقتصادية في المنطقة لانه اصبح لايمكن لاي مواطن ان يقوم بشراء او بيع شقة وكل مواطن يشعر انه يسكن في مكان لايحق له التصرف فيه ، واشار الى ان متعهدي العقارات تركوا العمل نهائيا وبالمقابل الضرر الاكبر لقطاع العمال وكل ما يتعلق بأعمال البناء حيث سيضطرون الى الهجرة إذ إن الوضع لا يساعدهم وسوف يضطرون إلى البحث عن عمل وهذا الوضع مخيف وخطر بالنسبة إلينا ونتوقع ان تحصل هجرة هائلة .
واضاف عليكو لدينا جالية كردية في المهجر وهؤلاء يعملون في الخارج ويجمعون النقود لشراء عقارات واراضي في بلادهم وهذا المرسوم أثر سلبا فيهم وعلى الواقع العمراني والاقتصادي والديمغرافي وهذا أخطر ما في المرسوم ، ولفت الى ان السلطات في الحسكة وجهت تطمينات للعرب والمسيحيين بأنها ستسهل لهم الاجراءات ليبدو ان المقصود من هذا المرسوم هم الاكراد.
وقال عليكو ان الحركة الكردية تعتبر هذا المرسوم اسوأ من مرسوم الاحصاء والحزام العربي فان كانت تلك القوانين والمراسيم طالت نسبا من الاكراد فان المرسوم 49 لعام 2008 طال الاكراد كلهم وبالتالي هدف المرسوم إخلاء المنطقة من الاكراد وتوزيع الاكراد على المناطق السورية بشكل يبدو انه طوعي دون استخدام القوة في عملية الترحيل بمعنى انهم يقطعون علينا ابواب الرزق في مناطقنا لنلجأ الى الهرب .
وضرب عليكو مثالا وقال في البداية بدأوا تقليص مساحات الاراضي من القطن حيث كانت تعيش عشرات الآلاف من الاسر واضطروا إلى الهجرة واوضح لو كان لدي سابقا 200 دونم مساحة ارضي فمسموح لي بزرع 100 دونم من القطن ثم لم يسمحوا الا بزراعة 17 بالمائة فقط بسبب ما قالوا انه نقص مياه علما ان هناك مناطق في الجزيرة السورية لاتعاني ازمة مياه ، المهم ان من كان يعمل في القطاع الزراعي هاجر الى خارج مناطقنا بعد تقليص زراعة القطن والان القطاع العمالي مستهدف ولن يبقى في الجزيرة الا بعض الموظفين الاكراد والملاكين وقد تدنت القدرة الشرائية بشكل كبير .
ورأى عليكو ان الحركة الكردية امام امتحان مصيري اما ان يواجه المرسوم او يستسلم للامر الواقع واغلب فصائل الحركة الكردية اختاروا المواجهة ضد المرسوم وسوف نقوم بتوجيه جاليتنا في الخارج للقيام بنشاطات احتجاجية امام السفارات السورية والامم المتحدة للمطالبة بإلغاء المرسوم وسوف نقوم بتوجيه نداء الى الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمات الدولية لشرح حيثيات المرسوم والتحذير من تداعياته ونتائجه وانعكاساته السلبية علينا وسوف نقوم ايضا بتشكيل لجان سياسية للاتصال مع القوى السياسية العربية وسنقوم باعتصامات في المدن الكردية ودمشق وقد يكون هناك اعتقالات وقد يكون هناك ماهو اكثر من الاعتقال بمعنى قمع الاحتجاجات بالقوة ولكن لاخيار امامنا فالسكوت امام مثل هكذا مرسوم يعتبر انتحارا لشعبنا.
التعليقات