القدس:أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود اولمرت، أنه يعتزم طرح quot;صفقةquot; لتبادل الأسرى مع quot;حزب اللهquot;، على أعضاء حكومته خلال اجتماعها الأحد، تشمل جنديين اختطفهما الحزب قبل عامين، وسط تقارير تشكك في أنهما ما زالا على قيد الحياة. وكشف أولمرت عن هذا القرار إلى زوجة أحد الجنديين اللذين اختطفا في عملية لمسلحي حزب الله بشمال إسرائيل في يونيو/ حزيران 2006، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود آخرين، والتي رد عليها الجيش الإسرائيلي بقصف مكثف لمواقع الحزب في الجنوب اللبناني، وحتى العاصمة بيروت.

ويُعتقد أن الجنديين المختطفين، إيهود غولدفاسر، وإلداد ريغيف، قد أُصيبا بجراح quot;خطيرةquot; خلال هجوم 2006، فيما أشارت تقارير استخباراتية إلى أن الجنديين ربما قُتلا خلال ذلك الهجوم. يأتي قرار أولمرت، الذي كشفت عنه كارنيت غولدفاسر، زوجة أحد الجنديين، بعد قليل من تلقي الحاخام العسكري، أفيحاي رونسكي، معلومات من الجيش الإسرائيلي تتضمن تفاصيل حول وضع الجنديين، مما يمهد لاتخاذ قرار بالإعلان عن أنهما ليسا على قيد الحياة.

ووجهت عائلتا الجنديين انتقادات حادة إلى أولمرت، في وقت سابق الاثنين، وحملتاه مسؤولية quot;عرقلة إنجاز صفقة التبادل مع حزب اللهquot;، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر عسكرية أن القسم الأكبر من المعلومات التي تم تسليمها للحاخام رونسكي، لم يتم إطلاع عائلتي الجنديين عليها. وفي بداية يونيو/ حزيران الجاري، أبعدت إسرائيل السجين اللبناني الأصل، نسيم نسر، بعد أن قضى نحو ست سنوات في السجون الإسرائيلية، بتهمة التجسس لصالح quot;حزب اللهquot;، الذي سلم بدوره رفات أحد الجنود الإسرائيليين.

وكان نسر قد هاجر إلى إسرائيل إبان غزوها للبنان عام 1982، واستقر في تل أبيب حيث تزوج وحصل على الجنسية الإسرائيلية. واعتقلت السلطات الإسرائيلية نسر عام 2002 بتهمة التجسس لصالح حزب الله، وأكمل عقوبة السجن هذا العام، إلا أن إسرائيل تحفظت عليه إدارياً.

وأثار إطلاق نسر، المولود لأم يهودية وأب لبناني مسلم، تكهنات بارتباط الخطوة بجهود وساطة ألمانية لتأمين تبادل سجناء بين إسرائيل وحزب الله. وكانت آخر عملية تبادل بين الجانبين قد تمت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قام خلالها الطرفان بتسليم جثة شخص إسرائيلي، وتسليم رفات اثنين من عناصر حزب الله وأحد مقاتليه الأحياء الذين كانوا في قبضة الجيش الإسرائيلي.

وقد تسببت عملية أسر الجنديين غولدفاسر وريغيف، التي أطلق عليها اسم quot;الوعد الصادقquot; آنذاك، برد فعل عسكري كبير من إسرائيل، التي أطلقت عملية واسعة النطاق دمرت خلالها أحياء بكاملها في معقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية.

كما توغلت القوات الإسرائيلية في عمق الجنوب اللبناني للمرة الأولى منذ غادرته عام 2000، فيما أظهر حزب الله قدراته العسكرية التي طورها خلال الفترة الماضية، فضرب بارجة إسرائيلية في عرض البحر، كما أطلق آلاف الصواريخ على المقلب الآخر من الحدود، مهدداً بضرب تل أبيب نفسها أو ما هو أبعد منها إذا ما ضربت بيروت. وحثت تلك التطورات التي أنذرت بإمكانية توسع المواجهات إلى حرب إقليمية إلى تدخل مجلس الأمن، الذي أعلن وقف العمليات العسكرية بعد معارك استمرت 33 يوماً.

وترفض إسرائيل إطلاق سراح أقدم أسير لبناني لديها وهو سمير القنطار، الذي كان قد قاد هجوم كوماندوز ضدها في عام 1979 عبر عملية إنزال بحرية، وتربط أي تطورات حيال قضيته بتطورات أخرى في قضية الطيار رون أراد، الذي أُسقطت طائرته فوق الأراضي اللبنانية عام 1986.