موسكو: صرح المتحدث الرسمي باسم حلف شمال الأطلسي جيمس اباتوراي بأن موعد لقاء الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المقرر عقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لم يحدد بعد. وقال اباتوراي في حديث للصحفيين اليوم، إن راسموسين يرغب من جانبه بالمساعدة على خلق انطلاقة جديدة للعلاقات بين الناتو وروسيا، مشيرا الى أن الأمين العام للحلف يحمل مقترحات جديدة لتحسين العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي في مختلف المجالات، وإعادة بناء الثقة بين الجانبين.

وأعلن أن راسموسين سيلقي في بروكسل يوم الجمعة القادم كلمة مكرسة للعلاقات مع روسيا في مؤتمر ينظمه مركز كارنيغي. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قد أكد استعداد الحلف للحوار مع روسيا لتسوية الخلاقات القائمة بين الجانبين. وأكد راسموسين في الوقت ذاته على ضرورة التعاون مع روسيا ومعرفة موقفها تجاه القضايا والمسائل المهمة. وأشار راسموسين إلى وجود خلافات بين روسيا والناتو حول عدد من القضايا مثل توسع الحلف شرقا، وأحداث أغسطس 2008 في القوقاز، إلا أنه أكد على استعداده لبحث مبادرة روسيا الخاصة بإبرام معاهدة جديدة للأمن الأوروبي.

وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على أن الناتو يسعى إلى إقامة شراكة إستراتيجية حقيقية مع روسيا، وخاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والقرصنة، وكذلك في مهمة بسط الأمن والاستقرار في أفغانستان. وأفادت صحيفة quot;فايننشال تايمزquot; البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن راسموسين تعهد بإرسال عدد من المسؤولين في الحلف الى موسكو لبحث مواقف الكرملين بشأن مسائل التطوير الإستراتيجي للناتو.

ويذكر أن هناك العديد من المسائل التي يختلف فيها حلف الناتو وروسيا بالإضافة الى تقييميهما المختلفين لأحداث أغسطس 2008 عندما شنت جورجيا هجوما على أوسيتيا الجنوبية. فقد اعترفت روسيا باستقلال أوسيتيا الجنوبية (وكذلك أبخازيا) في السادس والعشرين من شهر أغسطس 2008 بعد أن ردت القوات الجورجية التي شنت هجوما على هذه الجمهورية في الثامن من نفس الشهر. ويرى الحلف أن روسيا أفرطت في استخدام القوة ضد جورجيا في حين تؤكد روسيا أنها اضطرت لإرغام جورجيا على السلام لضمان سلامة قوة حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية وسكان هذه الجمهورية التي يحمل أغلبهم الجنسية الروسية.

وتعارض روسيا توسع الناتو شرقا وتعتبر اقتراب الآلة العسكرية للحلف من حدودها تهديدا مباشرا لأمنها الوطني. ويؤكد المسؤولون الروس أن هذا التوسع لا يعزز الشفافية والثقة في التعاون بين روسيا الحلف، ولا يساعد على التحول إلى نوعية جديدة في العلاقات. كما أن موسكو أعلنت مرارا أنها غير مقتنعة بالمبررات التي يقدمها حلف الناتو لتوسعه. كما ترفض روسيا الأفكار التي تدعو لمنح حلف شمال الأطلسي إمكانية استخدام القوة بدون تخويل من مجلس الأمن الدولي.