&نشرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة التي تشرف مع الإتحاد الدولي لكرة القدم على جائزة الكرة الذهبية تقريراً تقارن فيها بين النجمين الفرنسيين ميشال بلاتيني -الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي- وزين الدين زيدان مدرب الفريق الثاني لريال مدريد حالياً.

ويعلم الجميع أن النجمين لديهما الكثير من المواصفات المشتركة فكلاهما من أصل غير فرنسي ، فبلاتيني إيطالي وزيدان جزائري ، وكلاهما لعب ولمع مع نادي يوفنتوس الإيطالي مع فارق ان بلاتيني اعتزل بألوان السيدة العجوز بينما زيدان غادرها وانتقل إلى ريال مدريد الإسباني، إلا أن كلاهما قاد المنتخب الفرنسي إلى المجد ، فبفضل بلاتيني نال الديوك لقب أمم أوروبا لأول مرة عام 1984 ، أما زيدان فساهم في إحراز الديوك لكأس العالم لأول مرة عام 1998، كما نجح كلاهما بإحراز جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم على الاقل لمرة واحدة.
&
وشملت مقارنة المجلة الفرنسية أربعة جوانب تعتبر أقوى ميزات بلاتيني وزيدان كأحد افضل ما انجبته الكرة العالمية.
&
1- المهارات التقنية
&
يجمع الخبراء على أن كلاهما يمتلكان مهارات تقنية عالية تجسدت في إبداعات كل لاعب منهما على أرض الملعب ، وبحسب التقرير فإن هناك تبايناً بين مهارات كل نجم ، فزيدان يصفه إيمي جاكيه مدربه في مونديال 1998 بأنه ساحر ويرى أحد مكتشفيه بأنه يتمتع بقدمين ذهبيتين ، كما أن زيزو يجيد اللعب بالقدمين اليمنى واليسرى وهو ما يصعب على المنافس افتكاك الكرة منه ، كما انه يجيد التحكم في الكرة ومداعبتها وحمايتها من المنافس ، والقدرة على التحرك والكرة بين قدميه بالطريقة التي يريدها وبمهارة عالية فهو فنان في المراوغة وهو أفضل من بلاتيني في هذا الجانب.&
&
اما بلاتيني فمهاراته العالية تمكن في دقة تمريراته لزملائه خاصة عندما يقترب من مرمى المنافس ونقطة قوته المهارية تمكن في قدرته وسرعته على إزاحة المنافس من طريقة بحركة من جسمه بفضل رشاقته فضلا عن إجادته لتسديد الركلات الحرة المباشرة التي اربكت كبار الحراس في العالم .
&
2- الرؤية في الملعب
&
في هذا الجانب يتفوق الملك بلاتيني الذي كان يتمتع برؤية جيدة داخل الملعب ويتمتع ببرودة أعصاب حتى والكرة بين قدميه ، على الرغم من ان كلا اللاعبين كانت لهم قراءة جيدة للمباريات ، فبلاتيني كان يعرف ما يفعل بالكرة قبل أي لاعب آخر من زملائه أو من منافسيه ، وأكثر من ذلك فإنه كان يعرف لمن ستصل الكرة وبأي طريقة .
&
أما زيدان فرغم انه كان يتمتع بنفس الرؤية التي يمتلكها الملك بلاتيني إلا ان رؤيته محدودة تقتصر على لقطات كصانع ألعاب ، فإن بلاتيني يبدو أفضل وأفضل ، لأن زيدان يلعب في دور أكثر مساند والذي يربط بين زملائه ، وكونه الممرر الأخير للكرة لأحد زملائه.
&
3- القيادة
&
في هذا الجانب يظهر التفوق الواضح لبلاتيني عن زيدان ، فبلاتيني كان قائداً حقيقياً لزملائه في الملعب وفي غرف الملابس مع يوفنتوس وسط كوكبة من النجوم أبطال العالم لمونديال إسبانيا 1982 وفي منتخب فرنسا.
&
ولم يقتصر وجوده على حمل شارة الكابتن بل تعداها لكونه هدافا فنال جائزة أفضل هداف في الدوري الإيطالي ثلاثة مواسم متتالية ، وتحمل المسؤولية بشكل كبير، حيث طوال مسيرته مع الديوك كقائد فريق لم تشهر في وجهه البطاقة الحمراء ليغادر الملعب ويترك زملائه.
&
وفي المقابل فإن زيدان لم يكن يمتلك صفات القيادة مثلما يمتلك المهارات الفنية ، حيث لم يسبق له أن حمل شارة القيادة في يوفنتوس أو في ريال مدريد ، كما أنه لم يتقلدها مع منتخب فرنسا إلا بعد اعتزال ديدييه ديشامب وبعده مارسيل ديساييه ، كما تحتفظ الجماهير الفرنسية له بذكرى سيئة عندما فقد اعصابه واعتدى على المدافع الإيطالي ماركو ماتيراتزي في نهائي مونديال 2006 بألمانيا فخرج بالورقة الحمراء وترك زملائه ،&كما&ان زيدان لم يكن هدافا حتى وإن سجل أهدافا حاسمة مثل ثنائيته في مرمى الحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل في نهائي مونديال 1998 أو هدفه الأسطوري في مرمى باير ليفركوزن في نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2002.
&
4- الانجازات
&
حقق بلاتيني وزيدان إنجازات كبيرة ، حيث يحتوي سجل كل نجم منهما على ألقاب وبطولات وجوائز فرية ثرية متباينة من نجم لآخر ، فبلاتيني نال جميع الألقاب باستثناء لقب كأس العالم ، فأحرز لقب الدوري الفرنسي ولقب الدوري الإيطالي و دوري أبطال أوروبا وأبطال كؤوس أوروبا وأمم أوروبا مع منتخب الزرق ، كما أنه كان أول لاعب يحرز جائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات متتالية أعوام 1983 و1984 و1985 ،&بالإضافة إلى إحرازه جائزة هداف الكالتشيو ثلاث مرات متتالية في نفس المواسم &رغم انه لاعب وسط وليس مهاجماً ، حيث نجح في تسجيل 68 هدفاً خلال 147 مباراة في الكالتشيو ، أما بطولة كأس العالم&فاكتفى&ببلوغ المربع الذهبي مرتين في مونديال إسبانيا 1982 ومونديال المكسيك 1986.
&
أما زيدان فأحرز لقب الدوري في إيطاليا وفي إسبانيا وحرم منه في فرنسا ، كما توج بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد وحرم منها مع يوفنتوس ، بالإضافة إلى قيادته لفرنسا لإحراز كأس العالم و بعدها أمم أوروبا في إنجاز غير مسبوق لأي منتخب أوروبي ، وعلى صعيد الجوائز الفردية نجح في نيل الكرة الذهبية مرة واحدة عام 1998 ، ورغم أنه لم يتشرف بجائزة الهداف &إلا أنه امتلك خاصية تهديفية فريدة من نوعها وهي&قدرته على حسم المباريات وتغيير نتائجها بأهداف قاتلة حاسمة لا يمكن لأقوى الهدافين تسجيلها مثلما حدث في مونديال 1998 عندما تمكن من التسجيل بعدما عجز تيري هنري وستيفان غيفارش وديفيد تريزيغيه عن التهديف ، وكرر ذلك في أمم أوروبا عام 2000 خاصة في الدور النصف النهائي أمام إسبانيا ، ومع ريال مدريد في نهائي الأبطال.
&
هذا ويختلف النجمان أيضا في اتخاذها لقرار اعتزال كرة القدم ، فبلاتيني علق حذاءه في سن الـ32 عاماً بعدما خيرته إدارة السيدة العجوز بين الاعتزال أو العودة إلى فرنسا ، ومنعه من الانتقال إلى نادٍ آخر غير فرنسي&فقرر الاعتزال أمام زيدان فاعتزل و هو في سن الـ 34 عاماً ، و بعد الاعتزال استمرت نجومية بلاتيني كمدرب للديوك بين العامين 1988 و1992 حيث قاد فرنسا لنهائيات أمم أوروبا بالسويد &دون اي خسارة ، فيما كانت أول هزيمة له واخرها ضد الدانمارك ليستقيل بعدها وينضم &إلى اللجنة المنظمة لمونديال فرنسا 1998 ، لتزداد شهرته بعدما أصبح رئيساً للاتحاد الأوروبي ، ويُعد الآن المرشح الأقوى لخلافة السويسري جوزيف بلاتر على رأس الفيفا ، أما زيدان فقد تراجعت شهرته بعد اعتزاله قبل أن يستعيد بعضها عندما عاد للعمل في ريال مدريد إدارياً ثم مدرباً على فريق كاستيا بالنادي .
&