أكد رئيس وزراء العراق نوري المالكي أن بلاده وتشيكيا ترتبطان بعلاقات قديمة وان المباحثات التي أجراها اليوم مع نظيره التشيكي استهدفت توسيع وتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات إذ تم التوقيع على مذكرات تفاهم دفاعية وأمنية ونفطية وصناعية فضلا عن اتفاق في مجالات النفط والصناعات البتروكيمياوية.


رئيسا وزراء العراق وتشيكيا خلال المؤتمر الصحافي اليوم في بغداد

وقعالعراق وتشيكيا في بغداد اليوم على مذكرات تفاهم دفاعية وامنية وصناعية ونفطية فيما اكد رئيسا وزراء البلدين نوري المالكي وبيتر نيتشاس خلال مؤتمر صحافي الاتفاق على تعزيز العلاقات الامنية والعسكرية والصناعية ومساهمة براغ في اعادة بناء البنى التحتية في العراق وخاصة في مجالات النفط والصناعات البتروكيمياوية.

وقال المالكي إن العراق وتشيكيا يرتبطان بعلاقات قديمة ومباحثاته التي جرت اليوم مع نيتشاس استهدفت توسيع وتطوير هذه العلاقات في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والصناعية. واشار الى ان تشيكيا وقفت الى جانب العراق وألغت 80 بالمائة من ديونها عليه مؤكدا ان الشركات التشيكية ستكون شريكة فعلية في حملة البناء والتعمير واعادة بناء البنى التحتية في العراق.

واوضح المالكي ان مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها بين البلدين اليوم تضمنت وضع أسس لتعاون عسكري ونفطي وصناعي وبناء معمل للجرارات الزراعية التشيكية في العراق وتدريب الكوادر العراقية ومنح الطلبة العراقيين زمالات للدراسة في تشيكيا . وقال ان العراق قد تمكن من ايجاد بيئة استثمارية تحمي رؤوس الاموال الاجنبية والمحلية مشيرا الى أنه سيقوم في وقت لاحق بزيارة الى تشيكيا تلبية لدعوة من رئيس وزرائها لمتابعة تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة.

وحول مذكرة التفاهم العسكرية التي وقعت اليوم، اشار المالكي الى انها تتضمن تزويد العراق بطائرات تدريب عسكرية واسلحة اخرى سيتم التفاهم عليها في مباحثات لاحقة . وردا على سؤال عن الانهيارات الامنية التي يشهدها العراق حاليا وفي ما اذا كان لها علاقة بعدم تعيين الوزراء الامنيين الثلاثة للدفاع والداخلية والامن الوطني، اشار المالكي الى ان عمليات العنف التي تشهدها بلاده حاليا هي نتيجة لبقايا نشاطات الجماعات المسلحة وفي مقدمتها القاعدة بعد احتلال العراق وقال ان ما يحصل ليس نتيجة لغياب وزراء الامن رغم انه يجب التعجيل بانهاء هذا الملف.

من جانبه اشار نيتشاس الى ان علاقات بلاده مع العراق تمتد الى 77 عاما وهي مستعدة للمشاركة بشكل فاعل في عمليات اعادة بناء البنية التحتية للعراق وتوسيع التعاون الامني والصناعي وتزويده بطائرات عسكرية . واكد ان بلاده تقدم دعما كاملا للعراق وللتحولات التي تجري فيه ليبقى حرا ديمقراطيا ورمزا مساهما في استقرار المنطقة .

وتتصدر قضايا بيع العراق 36 طائرة عسكرية هجومية والمساهمة في اعمار البنية التحتية لهذا البلد مباحثات رئيس وزراء تشيكيا الحالية مع كبار المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيسا الحكومة والبرلمان والرئيس العراقي وكالة عادل عبد المهدي . ويجري الوفد التشيكي الذي يضم وزيرا الدفاع والصناعة والتجارة وممثلين لاربعين شركة خلال هذه الزيارة التي تستغرق يومين وهي الاولى من نوعها منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 مباحثات تستهدف تطوير العلاقات الثنائية وبيع طائرات عسكرية للعراق ووضع اسس لمساهمة التشيك في حملة البناء والإعمار التي يشهدها اضافة الى تنفيذ مشاريع طاقوية .

وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية إن الزيارة تمثل مؤشراً إضافياً وملموساً على سير العلاقات بين البلدين نحو المزيد من التطوير. واشار الى ان برنامج الزيارة يشمل توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وإجراء المزيد من المحادثات بشأن التعاون العسكري والصناعي بين البلدين، ومن بينها تزويد العراق بطائرات حربية وإدامة وتطوير مشاريع دفاعية واستراتيجية عديدة، ومنها في مجالات الكهرباء والنفط والنقل.

كما تتناول المباحثات العراقية التشيكية ايضًا توسيع أطر التعاون في المجالات الاقتصادية والسياسية وتبادل التجارب، وخاصة ما يتعلق منها بالدفاع والأمن والاستثمارات ومشاركة الشركات التشيكية في إعادة بناء الاقتصاد العراقي. وسيجري وفد وزارة الصناعة والتجارة برئاسة الوزير مارتين كوتسوريك محادثات مع نائب رئيس الحكومة العراقية المسؤول عن قطاع الطاقة حسين الشهرستاني ومع وزير المالية رافع العيساوي.

رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي خلال زيارة سابقة لبراغ
وخلال هذه الزيارة، ستعرض تشيكيا على العراق بيعه 36 طائرة هجومية وعددًا من طائرات الهليكوبتر الحديثة، حيث كانت تشيكيا أعلنت في الشهر الماضي عن نيتها بيع العراق 36 طائرة عسكرية هجومية. واوضح وزير الدفاع التشيكي أن العراق أحد أبرز البلدان التي تجري مباحثات على شرائها.

وكان وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرج قد اعلن عقب اجتماع في براغ اواخر الشهر الماضي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري أن رئيس الحكومة التشيكي سيبحث في بغداد تزويد العراق بهذه الطائرات، ويوقع مع نظيره العراقي على اتفاقية حماية الاستثمارات المشتركة.

يذكر أن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي كان قد زار جمهورية التشيك مع وفد برلماني الشهر الماضي لتطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين واعلنت الخطوط الجوية التشيكية أثناء الزيارة أنها تعمل على دراسة إمكانية تسيير رحلات جوية مباشرة من العاصمة التشيكية براغ إلى عدد من عواصم الشرق الوسط والأدنى ومنها العاصمة العراقية بغداد والرياض وطهران خلال الصيف المقبل.

ولدى جمهورية التشيك التي شاركت ضمن قوات التحالف في الحرب الأخيرة على العراق التي أسقطت نظام صدام حسين سفارة في بغداد إضافة إلى بعض الشركات التي تهتم بترميم الآثار وصيانة المنشآت النفطية وغيرها في مختلف أنحاء العراق وخاصة إقليم كردستان.