توني بلير خلال لقاء سايق مع معمّر القذافي

لندن: كشف مسؤول في هيئة الاستثمار الليبية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير واحد من ثلاث شخصيات غربية مرموقة في عالم المال والأعمال، كانت تتعامل بانتظام مع سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن سيف الاسلام ومعاونيه كانوا يشرفون على نشاطات الهيئة التي تضم حقيبتها 70 مليار دولارا من عائدات النفط للاستثمار في الخارج، وكانوا كثيرا ما يوجهون مسؤوليها بشأن القطاعات التي يستثمرون فيها هذه الأموال. واضاف ان الأفكار التي كانت الأوامر تقضي باتباعها كانت افكار بلير ورجل اعمال بريطاني ودبلوماسي اميركي سابق.

وأكد المسؤول للصحيفة quot;ان زيارات توني بلير كانت زيارات وساطة محضة لعقد صفقات مصرفية مع بنك جي بي مورغان الاستثماريquot;.

وقال إن الصفقات مع بنك جي بي مورغان quot;لم تفسد قطquot; بخلاف بعض الصفقات الأخرى، وخاصة استثمارات وظفت في بنك غولدمان ساكس الاميركي. ولكنه اشار الى quot;ان سيف الاسلام ووالده كانا يستخدمان هؤلاء الأشخاص كما في لعبة الكراسي الموسيقية وفي نهاية المطاف تضررت سمعة هيئة الاستثمار الليبية بسبب هذه التدخلاتquot;.

وتبين وثائق نشرتها صحيفة ذي صنداي تلغراف يوم الأحد أن بلير قام بثلاث زيارات على الأقل الى طرابلس، اثنتان قبل الافراج عن عبد الباسط المقرحي المدان في عملية تفجير لوكربي، في عامي 2008 و2009 والثالثة العام الماضي. وفي الزيارتين الأولى والثانية زار بلير ليبيا بطائرة وفرها له القذافي.

وقال دبلوماسي كبير للديلي تلغراف إن السفارة البريطانية في طرابلس تولت الترتيبات الخاصة بتنقل بلير والوفد المرافق في طرابلس والتوثق من حضور ممثلين عن الحكومة الليبية لاستقباله وتوديعه في المطار. وبات بلير في دار السفير وكان يرافقه فريق من ضباط الشرطة البريطانية لحمايته. وتبين الوثائق أن من الذين كان من المقرر أن يلتقيهم بلير في عام 2009 محمد لياس رئيس هيئة الاستثمار الليبية.

وقال ناطق باسم بلير إن الزيارات كانت إساساً لبحث قضايا افريقية نافياً بشدة توسط بلير لدى سيف الاسلام نيابة عن بنك جي بي مورغان. واكد الناطق ان بلير quot;لم يكن له أي دور، رسمي أو غير رسمي، مدفوع أو غير مدفوع لدى هيئة الاستثمار الليبية أو حكومة ليبيا ولم تكن له ذات يوم علاقة تجارية مع اي شركة ليبية أو كيان ليبيquot;.

وكان بلير بدأ العمل مستشارا لبنك جي بي مورغان براتب مليوني جنيه استرليني سنويا. وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك بوست إن البنك كان يدير أكثر من 500 مليون دولار من اموال هيئة الاستثمار الليبية.

وقال المسؤول في هيئة الاستثمار الليبية الذي تحدث لصحيفة الديلي تلغراف انه لم ير بلير في مقر الهيئة الذي يطل على جبهة البحر في طرابلس وان مسؤولين مثله كانوا يتلقون تعليماتهم من اثنين من كبار معاوني سيف الاسلام احدهما محمد اسماعيل وهو ليبي يحمل الجنسية البريطانية.

وتنقل احدى الرسائل المتعلقة بزيارة بلير لليبيا عام 2008 عن احد معاونيه ان رئيس الوزراء البريطاني السابق اعرب عن quot;سرورهquot; بأن quot;القائدquot; سيتمكن من استقباله، وكُتبت هذه الرسالة على ورقة رسمية لمكتب ممثل الرباعية.

وتضم اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط التي يمثلها بلير الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة. وقال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان ايضاح سبب استخدام الورق الرسمي للرباعية عائد الى بلير نفسه.

وكانت علاقات حكومة بلير بنظام القذافي تعرضت للانتقاد من اطراف مختلفة. وطالب عبد الحكيم بالحاج القيادي السابق في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري في طرابلس حاليا باعتذار بعدما أظهرت وثائق مسؤولية الاستخبارات البريطانية عن نقله الى ليبيا بعد اعتقاله في ماليزيا عام 2004. كما ابدى مواطنون ليبيون اعتياديون استغرابهم من سياسة حكومة بلير وقتذاك.

وقالت هدى ابو زيد وهي ليبية تحمل الجنسية البريطانية قُتل والدها المعارض في لندن عام 1995 ان بلير وأمثاله الذين كانوا يبحثون عن فرص تجارية يوفرها القذافي غدروا بليبيين مثل عائلتها. وتساءلت ابو زيد التي عادت الى ليبيا لأول مرة منذ عام 1980 إن كان بلير سأل القذافي عن قاتل والدها quot;حين تناول الشاي في الصحراء مع الأخ القائدquot;.